<BLOCKQUOTE>كثيرة تلك النفوس التي لا تستحقُ العيش لأنَها لم تَحظَ بما يستحقُ العيشَ أصلن !
خصوصًا التي تَكثر بين ثَنايا نَفسِها حبُّ البَذخ و النْهب واللَّهثِ خلفَ الأموال كـ " الكِلابَ المَسعُورة "
أمثال هؤلاء بارك الربُ بهم وكثَّر من أمثالهم يتكاثرون وبِشدَّة في الإشراف على " أمانة " جِدَّة
... جِدة
أكبر مدينة إقتصادية بأكبر دولة نفطيِّة .. تغرق مِن " شِبر موية " .!
تشكيِ الحال بعد أن التمَّت الغيوم في سماءها لتُري مَن في الأرض عجائب قُدرته
ليس عجائب قُدرته فيما نزل مِن السماء
فهو نِعمة لكن .. عجائب قُدرته كيف تحولت هَهُنا في عَرُوسنا إلى نَقمة !!
كيف أني عندما هرعتُ لأرى ما يُعرض مِن أخبار عن المطر في قناتِنا المحليِة , قناة - السعودية -
وجدتُ برنامج طبخ , والسيل خارجًا يعثو في الأرضِ و يجترَّ ما شاء لهُ أن يجتر!!
أربعُ ساعات ونصف مِن المطر يسبب كارثة لن تزول أثار أحذيتها عن قلوب الكثيرين إلا بعد شهور وربما سنوات !
والدولُ الأخرى تضربُها الأعاصير الثلجية والأمطار الرعديِّة أيامًا بل وأسابيع
ولا يُعاني أهلها سوى مِن زُكمةٍ تستمر ثلاثةَ أيامٍ ثُم تزول ..!
مَلِكُنا المُفدى
أول شي .. الحمد لله على سلامتك ما تشوف شر !
ولتعلم سُموك أطال الله بِعُمرك أن ما حدث لنا لم تكن سِوى وعكة صحيِة لعروس البحر
سُرعان ما ستتعافى وتُشفى وتنسى أنها " أنخَمَّت " باللذي فيها
وسيعُود مجرى السيل بعد أقل مِن شهر كما كان يعجُ بالناس و الأسواق والسيارات
نحن لم يتشبث فينا أناسٌ بالمكيفات ويصارعون الموت للبقاء على قيد الحياة ثُم يُقضى أمرُ الله فيهم فيموتون ! *
لم " تُعجن " سياراتنا و لم تتهدَّم أسوار بيوتنا
لم تتحول الأدوار الأرضية في مساكِننا إلى " بانيو "
لم يُحبس طلابنا بالجامِعة والمدارس لأكثر من 12 ساعة
لم يضطر الكثيرين إلى النومِ في العراءِ خوفًا من السيل
لم نُعاني الكارثة مرتين
نحنُ لم نعد نشعرُ بالرعب إذا هطلَ المطرُ يوم " الربوع " !
فما حَدث في " الأربِِعاء الأسود " و " الأربعاء الجديد "
يجعلُنا موقنيِن تمامًا أن هُناك " أربِعاء منكوب " سيحدثُ بأقرب فرصة
وهذا ما قتل الإحسَاس فينا فأصبحنا لا نُبالي
لا نُبالي بعدد الموتى ..
نعم فكلهم ليسو سوى نسمَاتٍ زائدة
أرواحنا تَرخصُ عند المقارنةِ بأرواح السوريين مثلًا
المليارات تذهبُ للُبنان " بدل جُرح مشاعر " للذي رأوه وأدمى قلوبَهم !
والمغرب تحتاجُ قطارًا آخر
تونِس تحتاجُ مَن يأوي مَلكهَا
أما نحنُ - أطالَ الله بِعمرك - لا نحتاج شيئًا
بل إننا لانُريد أن نكونَ عبئًا على الدولة .. وعلى الحكومة والأمانه
لِذا و فضَلًا - ليسَ أمرًا - أخرجونا مِن حدود السعُودِّية
آنذاك سيصِلُنا الخير مِن " بلد الإنسانية "
و التي لم تستطع تضميد جُروحِ أبنائِها , قبل أن تَمُد يدَ العونِ لتُضمِّدَ جروح الدولِ المجاورة .
باستثناء القِطارات .. و الملايين .. و المأوى
لاحول ولا قوة الا بالله
</BLOCKQUOTE>